حوارات

عميد كلية التربية والعلوم التطبيقية بجامعة حجة د. حمود نصار: لنا تنسيق مع جامعة دمشق وجامعات سعودية في مجالات البحث العلمي

 

تشهد كلية التربية والعلوم التطبيقية بجامعة حجة هذه الأيام حفلات تخرج لما يقرب من خمسمائة طالب وطالبة من مختلف الأقسام ، كثمرة تقطفها بعد جهد أربع سنوات في غرس العلم في قلوب وعقول الطلبة الخريجين ، كما شهدت الكلية خلال الأشهر القليلة الماضية نقلة نوعية في بنيتها التحتية التي لقيت نهضة لم تكن تتوقعها كل ذلك بفضل الجهود التي تبذلها العمادة إلى جانب الجهات التي ساهمت في رفد الكلية بالأجهزة والمعدات الفنية والعلمية. “الجمهورية” وهي تشارك فرحة الخريجين في حفلاتهم التكريمية ، وقفت أمام ما يُعتمل في الكلية من نجاحات على شتى المستويات الأكاديمية والفنية والعلمية والإدارية ، من خلال هذا اللقاء الذي اقتطفناه على عجالة مع عميد الكلية الدكتور حمود نصار.

لقاء – عبدالواسع راجح

 



 بداية من فرحتكم مع الطلبة الخريجين … ما الذي يعنيه لكم تخرج الطلاب؟

– أولاً لكم الشكر على زيارتكم للكلية ، وأقول بداية بأن كلية التربية والعلوم التطبيقية تُعد من أهم كليات جامعة حجة على اعتبار انها من أقدم الكليات على مستوى الجمهورية كونها تأسست منذ نهاية الثمانينات في القرن الماضي ، وهذه الأيام نحتفل بتخرج الدفعة الثانية من جامعة حجة والتي تربوا على الخمسمائة طالب وطالبة ، وبحمد الله تعالى فقد استطعنا خلال العام الدراسي لهذا العام وكذا العام الماضي أن نؤدي واجبنا التعليمي على أكمل وجه رغم الأزمة التي مرت بها بلادنا والتي توقفت خلالها معظم الجامعات والكليات غير أنا تجاوزنا تلك الأحوال ، ومضى العام الدراسي حسب البرنامج المعد له ، وذلك بتكاتف الجهود وتظافرها من مختلف الجهات ذات العلاقة .



وأضاف عميد الكلية ( يأتي احتفالنا بتخرج هذه الدفعة متزامناً مع احتفالات بلادنا بذكرى الوحدة المنية الغالية على قلوبنا جميعاً وهو ما نعتبره تأكيداً بأن هذه الكوكبة من الطلبة وطالبات الأكاديميين عبارة عن ثمرة من ثمار الوحدة المباركة التي عمت خيراتها كل أرجاء الوطن ،وهي الفرحة حقيقة تغمرنا بهذا الغراس المثمر والذي نسأل الله عز وجل أن يكونوا عند حسن الظن في أداء رسالتهم التربوية والتنموية في ميدان العمل).

 



^^.. قلت بأنكم لم تتوقفوا خلال فترة الأزمة التي مرت بها بلادنا .. كيف تجاوزتم كل العقبات التي واجهت كل الجامعات والكليات؟ 

– في الحقيقة استطعنا تجاوز كافة العقبات بتعاون الجميع ابتداء من رئيس الجامعة الدكتور أحمد العماري وكذا الجهود التي قدمها أعضاء هيئة التدريس إلى جانب ما قدمته قيادة المحافظة من جهود بهذا الصدد وصلنا في النهاية إلى تخرج الدفعة الأولى في العام الماضي من الجامعة ، والأمور بشكل عام مضت لدينا بصبر وجهد شديدين أمام الضغوط التي واجهها الجميع في سبيل إزالة أي عراقيل قد تعيق استمرار العام الدراسي وتجاوزنا كل ذلك بحمد الله تعالى .

 



^^.. فيما يتعلق بالبنية التحتية للكلية .. ما الذي تحقق وما هي طموحاتكم المستقبلية؟

– كما نعرف جميعاً التداعيات والآثار الأزمة التي مرت بها اليمن خلال العام الماضي قد أثرت في جوانب عدة ومن أبرزها انقطاع التيار الكهربي الذي عمل على إحداث شرخ كبير في الجانب العملي بالكلية ، ولذا كان لابد من البحث عن بدائل كون الكلية لم يتوفر بها مولد منذ تأسست ، وكان ان تم الحصول على مولد إسعافي من أمين عام المحافظة وأخر من رئاسة الجامعة إلا أنهما لم يؤديا الغرض الكافي ، فقمنا بالتواصل مع برنامج يمن عطاء الذي من خلاله تم توفير مولد كهربي عمل على تغطية احتياج الكلية ، وليس في هذا الجانب فحسب وإنما في تم رفد الكلية بأجهزة أخرى والتي تمثلت في (معمل حاسوب متكامل لتقنية الملومات والانترنت ، وهذا بالنسبة لنا يُعد حلماً في أن نحصل عليه وأن يكون لدينا معمل يتضمن خدمات إنترنت ، كما تم توفير معمل للصوتيات عبر الحاسوب لقسم اللغة الانجليزية ، وهذين الجانبين عملا على النهوض بالكلية والانتقال بها نقلة نوعية على اعتبار أنها كانت لاتزال على ما أسست عليه منذ اكثر من عشرين سنة).



الكلية لديها مكتبة متواضعة بحاجة إلى مزيد من الدعم ونحن بصدد تطويرها بما يتناسب مع تقدم العصر ، كما يتوفر فيها مختلف المعامل العلمية ، وغيرها من محتويات أي كلية أخرى ، كل ذلك يساهم بصورة جيدة في تهيئة الأجواء المناسبة للطلاب في تلقي العلوم المختلفة بما يؤهلهم للميدان .

 



^^.. ماذا عن مشروع تطوير قسم الحاسوب الذي سبق وأن قدمته الكلية قبل سنوات لوزارة التعليم العالي ؟

– أنت الآن تثير الشجون كما يقال ، هذا المشروع ناضلنا من أجله كثيراً بعد ان تم إعداده وتقديمه لوزارة التعليم العالي والتي بدورها أقرته بعد ان تمت الدراسة للمشروع بكلفة مالية بلغت(ستمائة وعشرين ألف دولار) ، إلا أنه للأسف لم نلحظ أي تقدم في تنفيذ المشروع ، هذا جانب ومن جهة أخرى بالرغم أن الكلية طرف في المشروع كونها المعنية به إلا انها لا تعرف عنه شيئاً حتى الآن منذ أن قُدم في 2009م ، ورغم متابعاتنا المستمرة للجهات المعنية إلا أننا لم نحصل على أي تفاصيل في المشروع من حيث آلية التنفيذ وتوزيع موازنته المقرة على بنوده كما أن المشروع قُدم كمنحة من البنك الدولي غير أننا لا ندري كيف سيتم تنفيذه ، وكل ذلك يضعنا أمام تساؤلات عدة ، ومن هنا نوجه رسالتنا للأخ الدكتور وزير التعليم العالي ومجلس الجامعات ومن له علاقة بهذا المشروع بضرورة أن يكون العمل بكل وضوح وشفافية كون القائمين عليه يفتقرون لذلك في عملهم ، الأمر الذي يدعونا لأن نوجه الدعوة لإدارة تحسين الجودة على وجه الخصوص ومعهم رئيس جامعة حجة لإعادة النظر في المشروعات الحيوية الخدمية التعليمية الممولة من البنك الدولي على اعتبار أنها تقدم من أجل تطوير البنية التحتية للتعليم العالي وخاصة الكليات التي لاتزال تفتقر لمثل هذه المشاريع كتربية حجة .

مضيفاً بأن مشروع تطوير الحاسوب لا يقتصر على تقديم بعض أجهزة الحاسوب وفقط وإنما الموضوع اكبر من ذلك ستنهض من خلاله الكلية في مجال الحاسوب بصورة تواكب تعليم هذا العلم الحيوي المرتبط بكافة مجالات الحياة ، منوهاً إلى أنه من الضرورة أن تكون الشفافية في إدارة وتنفيذ المشروع قائمة حتى يكتب له النجاح .

 



^^..  على المستوى الإداري والأكاديمي للكلية كيف ترون مستوى الأداء فيهما ؟

– الكلية كغيرها من مرافق الدولة أصيبت بترهل في العملية الإدارية خاصة مع الأزمة التي مرت بها اليمن خلال العام الماضي وكلنا يعلم بمدى تأثر القطاعات المختلفة بتلك الأزمة ، ومع ذلك استطاعت الكلية تجاوز الكثير من العقبات طيلة الفترة الماضية ، كما أننا اليوم بدأنا في الكلية نخطوا خطوات جيدة نحو إعادة الأوضاع كما كانت وأحسن إن شاء الله ، يساعدنا في ذلك الاستقرار العام الذي تعيشه البلاد اليوم بعد ان هدأت الأوضاع ، بحكمة اليمنيين وقيادتهم السياسية ممثلة بفخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي استطاع ومعه كل الخيرين الخروج بالوطن إلى بر الأمان ، متمنين له التوفيق في مزيد من العطاء والتنمية ، كل ذلك حفزنا لان نبذل الجهود في النهوض بالكلية سواء إدارياً أو أكاديمياً بتكاتف تعاون الإداريين وهيئة التدريس جميعاً .



واجهت الكلية بعض الصعوبات في العملية الإدارية مع مطلع العام الدراسي الحالي كون جامعة حجة لازالت ناشئة ومع ذلك حققت الجامعة برئاسة الدكتور أحمد الغماري نجاحاً باهراً على كافة المستويات .

 



^^..  وعلى المستوى الأكاديمي ؟ 

– في هذا الجانب حقيقة نحن في تربية حجة نتميز حيث لدينا كادر اكاديمي جيد لهم من الخبرات والمؤهلات العليا ما يفوق الكثير من الكليات والجامعات ، يعملون كأسرة واحدة التكامل فيما بينها هو السائد ، وما ادل على ذلك إلا أنا تجاوزنا الصعوبات والعقبات التي مرت بنا خلال الأزمة الماضية ، واخرجنا الكلية إلى بر الأمان ، قدمنا ذلك كواجب علينا .

 



^^..  هل لدى الكلية أي أعمال تنسيق أكاديمي وبحث علمي مع كليات أو جامعات أخرى ؟

–  أولاً الكلية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجامعة الأم وهي جامعة صنعاء التي خرجت من رحمها حيث تُعد من أوائل الكليات التي أنشئت كما ذكرت سابقاً على مستوى اليمن، ولذا فهي تتمتع بعلاقات طيبة مع مختلف الجامعات اليمنية ، كما تربطنا علاقة مع جامعة دمشق بين كليتي التربية في الجامعتين في مجالات البحث العلمي المتبادل بيننا ، إلى جانب الارتباطات العلمية مع جامعات سعودية عبر شبكة الانترنت ، ل وذلك وغيرها من أعمال التنسيق بين الكلية والجامعات الأخرى داخل وخارج الوطن تأتي في إطار اهتمامات الكلية للاستفادة من بعضنا البعض .

 



^^..  هناك عدد من خريجي الكلية يواجهون عراقيل في إخراج وثائقهم العالقة لدى جامعة عمران ما الذي قمتم به لحل إشكالاتهم ؟

– هذه مشكلة واقعية ، وتؤرق الجميع سواء في جامعة حجة أو عمران ، ولابد من وضع الحلول العاجلة لها ، حيث لازال عدد من خريجي الكلية قبل فصلها عن جامعة عمران ملفاتهم لدى رئاسة الجامعة والتقصير في ذلك ليس لدينا في الكلية ، وهذا لا يعني أننا نتصل أو نرمي بالخلل على غيرنا دون مبرر ، لأننا استطعنا في الكلية استخراج خمسمائة وأربعين شهادة من جامعة عمران من إجمالي الشهادات المتبقية لديها ، وأصبحت في متناول أيدي الخريجين ، ولم يتبق سوى القليل والتي لا تزيد عن مائة شهادة وقف أمام استكمال إجراءاتها نشوء خلافات في الأيام الأخيرة بين الجامعتين حجة وعمران تتعلق بالشؤون المالية ، والتي وصلت لدرجة أن رئيس جامعة عمران أصدر توجيهاته للإدارات المعنية بعدم التعامل مع جامعة حجة او طلابها حتى يتم حل الإشكالات بين الجامعتين .



هذا فيما يتعلق بالطلاب الذين تخرجوا من جامعة عمران ، أما بالنسبة للخريجين من الكلية للعام الماضي بعد ان ألحقت بجامعة حجة فقد تم استكمال وثائق الخريجين بالكامل عدا الشهادة الكرتونية التي تأخر إصدارها لظروف مالية تواجهها الجامعة بشكل عام التي تعتبر الكلية جزء منها وقد تم الرفع من قبلنا لرئاسة جامعة حجة بهذا الخصوص وقد تم إبلاغنا بأن الشهادات في المطبعة ويجري حالياً استخراجها وسيتم طباعتها لدينا قريباً إن شاء الله .

 



^^..  في ختام هذا اللقاء نعود إلى الكوادر التي يتم الاحتفال بتخرجهم من الكلية ما الرسالة التي تود أن توجهها لهم ؟

– أقول للخريجين ولمن لايزال في سنوات الدراسة من أبناءنا الطلاب والطالبات بأن عليهم أن يضعوا اليمن نصب أعينهم لأنه وطن الجميع ، وأن يعملوا على الاسهام في البناء وتنميته وحمايته من كل ما من شأنه المساس بأمنه واستقراره ، وكما نقول دائماً بأن اليمن أغلى فإنه من الواجب علينا أن نعمل جميعاً بعيداً عن المكايدات السياسية أو الحزبية أو المذهبية من أجل التقدم والرقي بهذا الوطن ونحافظ عليه في حدقات أعيننا ، كما أرجوا من أبنائي وبناتي ممن نهلوا العلم في هذه الكلية بأن يكونوا رُسُل خير للكلية من خلال عطائهم في الأعمال التي سيشغلونها بحيث ينقلوا صورة جيدة عن الكلية من كافة الجوانب على اعتبار أنهم تربوا فيها وتعلموا الكثير من العلوم والمعارف والمهارات الجيدة ، متمنين لهم التوفيق في حياتهم العملية ..

 

المصدر: الجمهورية نت    

 

زر الذهاب إلى الأعلى